منتديات الموون
منتديات الموون
منتديات الموون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الموون

شبكة ومنتديات الموون
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ،ــ،،ـ،ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتى الغرام

فتى الغرام


عدد الرسائل : 136
العمر : 30
الموقع : MOON.7OLM.ORG
المزاج : عصبي
تاريخ التسجيل : 20/12/2008

،ــ،،ـ،ـ Empty
مُساهمةموضوع: ،ــ،،ـ،ـ   ،ــ،،ـ،ـ Icon_minitime1الإثنين يناير 05, 2009 4:41 am

ففي لقاء العقبة الأولى عرض الرسول الإسلام على (مجموعة من الخزرج حيث تضمنت البيعة الامتناع عن أمور محدَّدة: «... على أن لا نشرك باللَّه شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف...»(11).

ثم حدث لقاء العقبة الثاني بعد عام حيث أضيف على مضمون البيعة الأولى بند جديد: «... أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم...»(12) وهو نوع من التعاهد شكل تمهيداً للهجرة بعد وقت قصير.

صحيحٌ أن قبيلتَيْ الأوس والخزرج كانتا في ظروف صعبة اضطرتا معها للتجارب مع عرض فيه أمل الاستقرار بعد صراعات دموية بينهما، وصحيحٌ أيضاً أنهما كانتا في وضعية متدنية مقارنة باليهود، كأصحاب كتاب، وهو عنصر ضعف حاولتا الخروج منه باستقبال الرسول (ص) لكن لن يكفي ذلك في تفسير هذا الاقبال السريع على الإسلام، من دون التوقف عند المهارة الاستيعابية التي تجلت في سلوك الرسول، فضلاً عن جاذبية الدين الجديد الذي يخاطب الطبيعة الإنسانية في الصميم.

كانت العلاقة بين المهاجرين والأنصار وتطويرها أول ما اهتم به الرسول فور وصوله إلى المدينة عند الهجرة حيث عقد بين الفريقين رابطة الأخوة أو ما عُرف ب«المؤاخاة» استدراكاً للتوقعات المقبلة، وتوخياً لمزيد من التماسك والاستقرار الداخلي.

وإذا ما باشر الرسول سياسة الضغط على القوافل القريشية بعد أشهر من الهجرة، فقد أُعفي الأنصار من المشاركة في السرايا والغزوات الأولى التي تمت قبل غزوة بدر، حتى إذا جاءت غزوة بدر وأراد الرسول، بأسلوب مفعم بالتقدير والاحترام، الوقوف على رأي الأنصار من المشاركة فيها. تلقى مجموعة من المواقف عبَّرت عن تطور في إنخراط هذه المجموعة تجاوز التوقعات. «فامض يا نبي اللَّه لما أردت فَوَالّذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي رجلٌ واحد»(13) وفق ما نُقل عن لسان الصحابي سعد بن معاذ. ومعروفٌ أن غزوة بدر كانت في الأصل مبادرة من المسلمين في إطار سياسة الضغط على قريش، ما يعني أنها خارج مضمون البيعة الثانية في ما يتعلق بحماية الرسول، وهو أمر إن دلّ على شي‏ء إنما يدل على هذا التفاعل السريع لمسلمي المدينة مع الإسلام بالإضافة إلى مهارة الرسول وقدرته على التأثير فيهم، شكلت المواجهة مع اليهود اختباراً حقيقيّاً لمسلمي المدينة، الذين كانوا مرتبطين مع اليهود بنوع من التحالف لا يسهل الخروج منه عادة وإذ أدرك الرسول ذلك فقد تأنَّى في مواقفه وتمهّل ريثما يخرج أصحابه من ارتباطاتهم القديمة بغير إحراج أو انشقاق في صفوفهم، فاكتفى بجلاء بني القينقاع والنضير عن المدينة بعد هزيمتهما حتى إذا هزم بني قريظة فوَّض أحد الأنصار «سعد بن معاذ»، وزعيم الأوس، التقرير بمصير هذه القبيلة اليهودية المرتبطة مع الأوس بحلف سابق، وقد أسهم هذا التفويض فعلاً في تقبُّل الأوس مصير قريظة على قساوته، وهكذا خرجت الجماعة الإسلامية من اختبارها الصعب متضامنة ومتماسكة. على أن العلاقة بين المهاجرين والأنصار ظلَّت خاضعة لتأثيرات الظروف وحركة النفاق، كما رأينا في غزوة المريسيع، وربما كان مستقبل الصراع مع قريش من أبرز العوامل المؤثرة في نظرة الأنصار لأنفسهم وللمهاجرين وقد برز ذلك باكراً على لسان أحد الأنصار في بيعة العقبة الثانية حيث خاطب الرسول بقوله: «... فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك اللَّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا»(14). وبالفعل، أخذت هواجس الأنصار تنمو مع تطور الصراع مع قريش، حتى إذا ما تم فتح مكة وبالطريقة السلمية تلك شعر هؤلاء بنوعٍ من التحول في مكانتهم حتى إذا تم توزيع غنائم حنين، وقد استثنوا من ذلك، عبّروا بوضوح عن تلك الهواجس، الأمر الذي دفع الرسول إلى عقد اجتماع خاص بهم، حيث ذكَّرهم بدورهم في الإسلام مثنياً عليهم ثم خاطبهم بكلمته المشهورة: «ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول اللَّه إلى رحالكم...»(15)، وأرفق ذلك عبارات تقطر حبّاً لهم، ودعاء بالرحمة لهم، ولأبنائهم وأحفادهم، في مشهد أبكى الجميع حتى إخضلّت لِحَاههم، الأمر الذي دفعهم إلى أن قالوا: «رضينا برسول اللَّه قسماً وحظاً»(16).

مرة جديدة تجلَّت مهارة الرسول الاستيعابية(17)، والصدق هو ما يميِّزها ويقويّها على الدوام. مع ذلك، وعلى الرغم من هذا الموقف النبوي الشهير في مصلحة الأنصار، إلا أن هواجسهم التي بدت لهم في أول الطريق، لم تكن وهمية تماماً، بل كانت على شي‏ء من الحقيقة وهذا ما أظهرته الأيام بعد وفاة الرسول ووصول الأمويين للخلافة. في كل الأحوال لا يزال موقف الأنصار من الدين الجديد وسرعة انتشاره في صفوفهم، ومن ثم استعدادهم المميز لبذل كل ما لديهم في سبيله، بحاجة إلى البحث والتأمل.

الرسول وأصحابه: تجارب مختلفة

ما تقدَّم هو عينة من تجارب الرسول في التسامح والاستيعاب، وقد ورد في السيرة نماذج أخرى في هذا المجال لمجموعة من الصحابة نالت حظّاً وافراً من تسامح الرسول وتجاوزه، وبعضها انتقل بسرعة مثيرة من كونه غازياً على المسلمين، إلى دور قيادي في سراياهم، أمثال عيينة بن حصن الفزاري الذي شغب على الرسول والمسلمين حتى تعب، وفي مواقع عديدة، أخطرها في الخندق، حيث شكل مع اليهود وقريش خطراً حقيقيّاً على التجربة الإسلامية برمتها، لكنه وبعد وقت قصير برز في قيادة إحدى السرايا للرسول التي أُرسلت لبعض القبائل العربية في نجد، هذه القبائل التي كان عُيَيْنَة رمزاً من رموزها في تلك الفترة، ولم يكن انتماء عُيَيْنة بن حصن للإسلام كما يُرجى، فقد برزت مواقف له، فيما بعد وخصوصاً بعد فتح مكة دلت على الطابع السياسي لدخوله الإسلام، كذلك الصحابي كرز بن جابر الفهري الذي كان على رأس أول غزوة قبلية على المسلمين، حيث أصبح فيما بعد من قادة السرايا وقد استشهد مع صحابي اخر أثناء فتح مكة.

ويبقى موقف الرسول من زعماء قريش بعد فتح مكة نموذجاً رياديّاً في التسامح والاستيعاب حيث تحَّول هؤلاء، بصورة تبعث على الدهشة والاستغراب، إلى صفوف المسلمين من دون أن يفقدوا كثيراً من مكانتهم السابقة حيث أدخلهم الرسول تحت عنوان: «المؤلفة قلوبهم» لينالوا حظّاً وافراً من غنائم حُنَيْن، إلى جانب نيلهم العفو التاريخي الذي شكل سابقة في تاريخ الإنسانية ولا يزال.

أخيراً تطرح تجربة الرسول في التسامح والاستيعاب قضايا جوهرية في التعاطي الإسلامي الداخلي، ما يبعث على التساؤل حول أسباب غياب المعايير التي اعتمدها الرسول عن علاقاتنا الداخلية واستبدالها بمعايير أخرى تحت عناوين مختلفة، تجعل حدود الإسلام وفقاً لتصورات ومحاذير بعيدة عن قيم التسامح والاستيعاب، قريبة من قيم التصنيف والتمييز.

إن المجتمعات في التاريخ متنوعة، بقدر ما هي موجودة، وأنماط الناس محكومة بالتعدُّد حتى في أضيق الأطر وأشدها تجانساً، وقضية التطوُّر هي قضية تفاعل داخلي في النهاية، وليست تفاعلاً داخليّاً خارجيّاً لا سيما في إطار الأمة الإسلامية الواحدة.

إن قبول الاخر بشروط هو حرمانٌ من التعارف الذي هو دأْبُ المجتمعات في التاريخ (... وجعلناكم شعوباً وقَبائِلَ لِتَعارفوا) (الحجرات: 13) والقدرة على التسامح والاستيعاب، مع الحفاظ على الأصالة، اختبار حقيقي لقوة اليقين وحيويته».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
،ــ،،ـ،ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الموون :: القسم الاسلامي :: الموسوعه الاسلاميه-
انتقل الى: