جاء في دراستين منفصلتين حديثتين أن زيادة السهر تزيد من مستوى هرمون الجوع، وتقلل من مستوى هرمون الشبع في الجسم.
أظهرت دراسة حديثة شملت 12 رجلاً في بداية العشرينيات من العمر، أن مستوى هرمون الشبع "ليبتين leptin" قد انخفض بمقدار 18% لدى الذين ناموا 4 ساعات فقط من الليل لمدة ليلتين، بينما ارتفع هرمون الجوع "جريلين ghrelin" بمقدار 28%.. كما أظهرت الدراسة أن المشتركين فيها قد مالوا إلى تناول الأطعمة السكرية على حساب الفواكه والخضار أو مستحضرات الألبان. وقد يفسر ذلك حاجة الدماغ إلى طاقة سكر الجلوكوز السريعة والتي فقدها خلال السهر.
هذه هي الدراسة الأولى التي تُظهر أن النوم يعمل على تنظيم هذين الهرمونين.
أما الدراسة الثانية فقد وجدت أن أكثر الناس سهراً هم أكثر زيادة في الوزن. ووجدت نفس التغير الهرموني الذي وُجِدَ في الدراسة الأولى، وهو انخفاض مستوى هرمون ليبتين الذي يحرك حاسة الشبع، وزيادة مستوى هرمون جريلين الذي يحرك حاسة الجوع لدى السهارى.
وقد فحص د. مانويل في جامعة ستانفورد كاليفورنيا 1000 شخص، وسجل ساعات النوم لكل شخص، كما سجل مستوى هرموني ليبتين وجريلين، ووجد أن الذين ينامون 5 ساعات أو أقل ليلاً بشكل ثابت، قد ارتفع لديهم هرمون الجوع جريلين بمعدل 14.9%، بينما انخفض لديهم هرمون الشبع ليبتين بمعدل 15.5%، مقارنة بأولئك الذين ناموا 8 ساعات ليلاً.
تثبت هذه النتائج أهمية العلاقة بين النوم والتأيض الهرموني. وقد يكون السهر المزمن وراء كثير من الاضطرابات الهرمونية، والتي منها زيادة انتشار السمنة، بسبب توفر الكهرباء، وأجهزة اللهو، وتوفر الأطعمة، وعدم وجود برامج صحية ثابتة تتناغم مع ما سنه الله في الأرض.