حذرت الدكتورة رندا النونو استشارية أمراض الدم والأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من تناول حبوب منع الحمل بدون استشارة الطبيب المختص، نظرا لقدرتها على زيادة احتمالية حدوث الجلطات وبالذات للنساء اللاتي لديهن خلل في مستوى البروتينات المسؤولة عن تجلط الدم. وأوضحت الدكتورة رندا في إطار فعاليات المؤتمر الدولي لتخثر وسيولة الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن مستوى البروتينات يتأثر نتيجة عوامل وراثية أو بسبب أمراض المناعة الذاتية أو بعض أنواع السرطانات.
أشارت إلى ظهور أدوية حديثة من مسيلات الدم في مجال علاج الجلطات تتميز عن الأدوية القديمة في إمكانية تجنب حدوث النزيف الدموي الناتج عن العلاج إضافة إلى تقليص عدد مرات تناول الدواء ما يوفر راحة أكبر للمريض.
يذكر ان دراسة دولية خلصت الى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي من بين النساء الأكثر عرضة للإصابة بالمرض تزيد باستخدام حبوب منع الحمل.
وذكرت الدراسة أن النساء الأكثر عرضة جينيا للإصابة بسرطان الثدي يضعن أنفسهن أمام احتمال أكبر للإصابة بالمرض إذا لجأن إلى استخدام حبوب منع الحمل.
وقالت بحوث إن حبوب منع الحمل التي تتناول عن طريق الفم تزيد فرصة الإصابة بسرطان الثدي بمقدار الثلث في النساء اللاتي يحملن جين BRCA1 محورا (تعرض لتحوير وراثي).
وقد ربطت بحوث سابقة بين سرطان الثدي وهذا الجين. وتمثل النساء اللاتي يحملن هذا الجين محورا نسبة 5% من كل حالات سرطان الثدي.
ونسبة الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللاتي يحملن هذا الجين محورا في فترة ما من حياتهن تبلغ 50%.
واعتمدت النتائج الأخيرة على دراسة شملت أكثر من 2600 امرأة في 11 دولة.
وكانت نصف النساء اللاتي أجريت عليهن الدراسة معرضات جينيا للإصابة بسرطان الثدي، إذ يحملن نسخا محورة من جين BRC1 أو BRC2، والأخير ربط أيضا بينه وبين المرض.
وقد درس الدكتور ستيفن نارود وزملاؤه في جامعة تورنتو التاريخ الطبي للنساء من كلا المجموعتين.
ووجد الباحثون أن النساء اللاتي يحملن جين BRC1 محورا، وفي الوقت نفسه استخدمن حبوب منع حمل لمدة خمس سنوات على الأقل، أكثر استعداداً للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 33% مقارنةً بهؤلاء اللاتي لم يتناولن حبوب منع الحمل أبدا.
وتكون هذه المجموعة من النساء أيضا أكثر عرضة للمرض إذا تناولن حبوب منع الحمل قبل سن الثلاثين، أو استخدمن الحبوب التي أنتجت قبل عام 1975.
ويرجح الأطباء أن يكون السبب في ذلك هو أن حبوب منع الحمل في تلك الفترة كانت تحوي مركبات مختلفة عن الأنواع الأحدث.
وأظهرت الدراسة أيضا اختلافات مرتبطة بالمكان الذي كانت النساء اللاتي أجريت عليهن الدراسة يعشن فيه. فالنساء في شمال أمريكا و”إسرائيل” أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بالنساء في المملكة المتحدة وأوروبا.
وقال الأطباء إنهم لم يستطيعوا تفسير تلك الاختلافات، على الرغم من أنهم لم يدرسوا التركيبات التي استخدمت في الدول الإحدى عشرة محل البحث.
وخلصت الدراسة الشاملة أيضا، على أي حال، إلى أن المخاطر المرتبطة بجينBRC1 لا تنطبق على تلك المرتبطة بتحورات جين BRC2.
واقترحوا أن ثمة حاجة إلى دراسة أخرى لضمان أن يكون هذا الاستنتاج سليما.
وقال الأطباء إن النتائج ترجح أن النساء اللاتي يحملن جين BRC1 محوراً يجب ألا يستخدمن حبوب منع الحمل قبل سن الثلاثين.
وقالوا في نشرة معهد السرطان العالمي إن “من المهم أيضا أن يوضع في الاعتبار سن النساء إذا رأى الطبيب استخدام حبوب منع حمل”.
“وبالتحديد، يبدو أن استخدام حبوب منع الحمل بعد سن الثلاثين لا يرجح زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بين حاملات جين BRC1 محورا”.