غزوة دومة الجندل
و(دومة الجندل) مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال، وبعدها من المدينة خمس عشرة ليلة أو ست عشرة.
وكان سببها أنه بلغه (ص) أن بها جمعاً كثيراً يظلمون من مرّ بهم، من المسافرين والتجّار، وانهم يريدون الإغارة على المدينة، فخرج لخمس ليال بقين من ربيع سنة خمس للهجرة النبوية المباركة، وذلك في ألف من أصحابه، فكان يسير الليل ويكمن النهار، حتى إذا دنا من دومة الجندل بلغ أهلها خبره فتفرّقوا من فورهم.
فنزل (ص) بساحتهم فلم يلق بها أحداً، فأقام بها أياماً، وبث السرايا وفرقها، فرجعوا بعد يوم ولم يصادفوا منهم أحداً.
ثم عاد رسول اللّه (ص) إلى المدينة ولم يلق كيداً. وكان ذلك تمهيداً لما حدث بعد ذلك من فتح الشام.